فصل: تفسير الآية رقم (4):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان المشهور بـ «تفسير القرطبي»



.تفسير الآية رقم (3):

{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3)}
الثالثة عشرة: قوله تعالى: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} وصف نفسه تعالى بعد {رَبِّ الْعالَمِينَ}، بأنه {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}، لأنه لما كان في اتصافه ب {رَبِّ الْعالَمِينَ} ترهيب قرنه ب {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}، لما تضمن من الترغيب، ليجمع في صفاته بين الرهبة منه، والرغبة إليه، فيكون أعون على طاعته وأمنع، كما قال: {نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ}. وقال: {غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ}.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد». وقد تقدم ما في هذين الاسمين من المعاني، فلا معنى لإعادته.

.تفسير الآية رقم (4):

{مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)}
الرابعة عشرة: قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قرأ محمد بن السميقع بنصب مالك، وفيه أربع لغات: مالك وملك وملك مخففة من ملك ومليك. قال الشاعر:
وأيام لنا غر طوال ** عصينا الملك فيها أن ندينا

وقال آخر:
فاقنع بما قسم المليك فإنما ** قسم الخلائق بيننا علامها

الخلائق: الطبائع التي جبل الإنسان عليها. وروي عن نافع إشباع الكسرة في: {ملك} فيقرأ {ملكي} على لغة من يشبع الحركات، وهي لغة للعرب ذكرها المهدوي وغيره.
الخامسة عشرة: اختلف العلماء أيما أبلغ: ملك أو مالك؟ والقراءتان مرويتان عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر وعمر. ذكرهما الترمذي، فقيل: {ملك} أعم وأبلغ من {مالِكِ} إذ كل ملك مالك، وليس كل مالك ملكا، ولان أمر الملك نافذ على المالك في ملكه، حتى لا يتصرف إلا عن تدبير الملك، قال أبو عبيدة والمبرد.
وقيل: {مالِكِ} أبلغ، لأنه يكون مالكا للناس وغيرهم، فالمالك أبلغ تصرفا وأعظم، إذ إليه إجراء قوانين الشرع، ثم عنده زيادة التملك.
وقال أبو علي: حكى أبو بكر بن السراج عن بعض من اختار القراءة ب {ملك} أن الله سبحانه قد وصف نفسه بأنه مالك كل شيء بقوله: {رَبِّ الْعالَمِينَ} فلا فائدة في قراءة من قرأ {مالِكِ} لأنها تكرار. قال أبو على: ولا حجة في هذا، لأن في التنزيل أشياء على هذه الصورة، تقدم العام ثم ذكر الخاص كقوله: {هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ} فالخالق يعم. وذكر المصور لما فيه من التنبيه على الصنعة ووجود الحكمة، وكما قال تعالى: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} بعد قوله: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}. والغيب يعم الآخرة وغيرها، ولكن ذكرها لعظمها، والتنبيه على وجوب اعتقادها، والرد على الكفرة الجاحدين لها، وكما قال: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} فذكر {الرَّحْمنِ} الذي هو عام وذكر {الرَّحِيمِ} بعده، لتخصيص المؤمنين به في قوله: {وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً}.
وقال أبو حاتم: إن مالكا أبلغ في مدح الخالق من {ملك}، و{ملك} أبلغ في مدح المخلوقين من مالك، والفرق بينهما أن المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك وإذا كان الله تعالى مالكا كان ملكا، واختار هذا القول القاضي أبو بكر بن العربي وذكر ثلاثةأوجه.
الأول: أنك تضيفه إلى الخاص والعام، فتقول: مالك الدار والأرض والثوب، كما تقول: مالك الملوك.
الثاني: أنه يطلق على مالك القليل والكثير، وإذا تأملت هذين القولين وجدتهما واحدا. والثالث: أنك تقول: مالك الملك، ولا تقول: ملك الملك. قال ابن الحصار: إنما كان ذلك لان المراد من {مالِكِ} الدلالة على الملك بكسر الميم وهو لا يتضمن الملك بضم الميم و{ملك} يتضمن الأمرين جميعا فهو أولى بالمبالغة. ويتضمن أيضا الكمال، ولذلك استحق الملك على من دونه، ألا ترى إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}، ولهذا قال عليه السلام: «الإمامة في قريش» وقريش أفضل قبائل العرب، والعرب أفضل من العجم وأشرف. ويتضمن الاقتدار والاختيار وذلك أمر ضروري في الملك، إن لم يكن قادرا مختارا نافذا حكمه وأمره، قهره عدوه وغلبه غيره وازدرته رعيته، ويتضمن البطش والامر والنهي والوعد والوعيد، ألا ترى إلى قول سليمان عليه السلام: {ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ. لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً} إلى غير ذلك من الأمور العجيبة والمعاني الشريفة التي لا توجد في المالك.
قلت: وقد احتج بعضهم على أن مالكا أبلغ لان فيه زيادة حرف، فلقارئه عشر حسنات زيادة عمن قرأ ملك.
قلت: هذا نظر إلى الصيغة لا إلى المعنى، وقد ثبتت القراءة بملك، وفيه من المعنى ما ليس في مالك، على ما بينا والله أعلم.
السادسة عشرة: لا يجوز أن يتسمى أحد بهذا الاسم ولا يدعى به إلا الله تعالى، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض» وعنه أيضا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الاملاك زاد مسلم لا مالك إلا الله عز وجل» قال سفيان: مثل: شاهان شاه.
وقال أحمد بن حنبل: سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع، فقال: أوضع. وعنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه رجل كان يسمى ملك الاملاك لا ملك إلا الله سبحانه». قال ابن الحصار: وكذلك {ملك يوم الدين} و{مالِكَ الْمُلْكِ} لا ينبغي أن يختلف في أن هذا محرم على جميع المخلوقين كتحريم ملك الاملاك سواء، وأما الوصف بمالك وملك وهي: السابعة عشرة فيجوز أن يوصف بهما من اتصف بمفهومهما، قال الله العظيم: {إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً}.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة».
الثامنة عشرة: إن قال قائل: كيف قال: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ويوم الدين لم يوجد بعد، فكيف وصف نفسه بملك ما لم يوجده قيل له: اعلم أن مالكا اسم فاعل من ملك يملك، واسم الفاعل في كلام العرب قد يضاف إلى ما بعده وهو بمعنى الفعل المستقبل ويكون ذلك عندهم كلاما سديدا معقولا صحيحا، كقولك: هذا ضارب زيد غدا، أي سيضرب زيدا. وكذلك: هذا حاج بيت الله في العام المقبل، تأويله سيحج في العام المقبل، أفلا ترى أن الفعل قد ينسب إليه وهو لم يفعله بعد، وإنما أريد به الاستقبال، فكذلك قوله عز وجل: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} على تأويل الاستقبال، أي سيملك يوم الدين أو في يوم الدين إذا حضر. ووجه ثان: أن يكون تأويل المالك راجعا إلى القدرة، أي إنه قادر في يوم الدين، أو على يوم الدين وإحداثه، لأن المالك للشيء هو المتصرف في الشيء والقادر عليه، والله عز وجل مالك الأشياء كلها ومصرفها على إرادته، لا يمتنع عليه منها شي. والوجه الأول أمس بالعربية وأنفذ في طريقها، قال أبو القاسم الزجاجي.
ووجه ثالث: فيقال لم خصص يوم الدين وهو مالك يوم الدين وغيره؟ قيل له: لان في الدنيا كانوا منازعين في الملك، مثل فرعون ونمرود وغيرهما، وفي ذلك اليوم لا ينازعه أحد في ملكه، وكلهم خضعوا له، كما قال تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} فأجاب جميع الخلق: {لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ} فلذلك قال: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، أي في ذلك اليوم لا يكون مالك ولا قاض ولا مجاز غيره، سبحانه لا إله إلا هو.
التاسعة عشرة: إن وصف الله سبحانه بأنه ملك كان ذلك من صفات ذاته، وإن وصف بأنه مالك كان ذلك من صفات فعله.
الموفية العشرين: اليوم عبارة عن وقت طلوع الفجر إلى وقت غروب الشمس، فاستعير فيما بين مبتدأ القيامة إلى وقت استقرار أهل الدارين فيهما. وقد يطلق اليوم على الساعة منه، قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} وجمع يوم أيام، وأصله أيوام فأدغم، وربما عبروا عن الشدة باليوم، يقال: يوم أيوم، كما يقال: ليلة ليلاء. قال الراجز: نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمي وهو مقلوب منه، أخر الواو وقدم الميم ثم قلبت الواو ياء حيث صارت طرفا، كما قالوا: أدل في جمع دلو.
الحادية والعشرون: الدين: الجزاء على الأعمال والحساب بها، كذلك قال ابن عباس وابن مسعود وابن جريج وقتادة وغيرهم، وروي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويدل عليه قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ} أي حسابهم. وقال: {الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ} [غافر 17] و{الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وقال: {أَإِنَّا لَمَدِينُونَ} أي مجزيون محاسبون.
وقال لبيد:
حصادك يوما ما زرعت وإنما ** يدان الفتى يوما كما هو دائن

آخر:
إذا ما رمونا رميناهم ** ودنّاهم مثل ما يقرضونا

آخر:
واعلم يقينا أن ملكك زائل ** واعلم بأن كما تدين تدان

وحكى أهل اللغة: دنته بفعله دينا بفتح الدال ودينا بكسرها جزيته، ومنه الديان في صفة الرب تعالى أي المجازي، وفي الحديث: «الكيس من دان نفسه» أي حاسب.
وقيل: القضاء. روي عن ابن عباس أيضا، ومنه قول طرفة:
لعمرك ما كانت حمولة معبد ** على جدها حربا لدينك من مضر

ومعاني هذه الثلاثة متقاربة. والدين أيضا: الطاعة، ومنه قول عمرو بن كلثوم:
وأيام لنا غر طوال ** عصينا الملك فيها أن ندينا

فعلى هذا هو لفظ مشترك وهي:
الثانية والعشرون: قال ثعلب: دان الرجل إذا أطاع، ودان إذا عصى، ودان إذا عز، ودان إذا ذل، ودان إذا قهر، فهو من الأضداد. ويطلق الدين على العادة والشأن، كما قال:
كدينك من أم الحويرث قبلها

وقال المثقب يذكر ناقته:
تقول إذا درأت لها وضيني ** أهذا دينه أبدا وديني

والدين: سيرة الملك. قال زهير:
لئن حللت بجو في بني أسد ** في دين عمرو وحالت بيننا فدك

أراد في موضع طاعة عمرو. والدين: الداء، عن اللحياني. وأنشد:
يا دين قلبك من سلمى وقد دينا

.تفسير الآية رقم (5):

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)}
الثالثة والعشرون: قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} رجع من الغيبة إلى الخطاب على التلوين، لأن من أول السورة إلى هاهنا خبرا عن الله تعالى وثناء عليه، كقوله: {وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً}. ثم قال: {إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً}. وعكسه: {حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} [يونس: 22] على ما يأتي. و{نَعْبُدُ} معناه نطيع، والعبادة الطاعة والتذلل. وطريق معبد إذا كان مذللا للسالكين، قاله الهروي. ونطق المكلف به إقرار بالربوبية وتحقيق لعبادة الله تعالى، إذ سائر الناس يعبدون سواه من أصنام وغير ذلك. {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي نطلب العون والتأييد والتوفيق. قال السلمي في حقائقه: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت أبا حفص الفرغاني يقول: من أقر ب {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فقد برئ من الجبر والقدر.
الرابعة والعشرون: إن قيل لم قدم المفعول على الفعل؟ قيل له: قدم اهتماما، وشأن العرب تقديم الأهم. يذكر أن أعرابيا سب آخر فأعرض المسبوب عنه، فقال له الساب: إياك أعني: فقال له الآخر: وعنك أعرض، فقدما الأهم. وأيضا لئلا يتقدم ذكر العبد والعبادة على المعبود، فلا يجوز نعبدك ونستعينك، ولا نعبد إياك ونستعين إياك، فيقدم الفعل على كناية المفعول، وإنما يتبع لفظ القرآن.
وقال العجاج:
إياك أدعو فتقبل ملقي ** واغفر خطاياي وكثر ورقي

ويروى: وثمر. وأما قول الشاعر:
إليك حتى بلغت إياكا

فشاذ لا يقاس عليه. والورق بكسر الراء من الدراهم، وبفتحها المال. وكرر الاسم لئلا يتوهم إياك نعبد ونستعين غيرك.
الخامسة والعشرون: الجمهور من القراء والعلماء على شد الياء من {إِيَّاكَ} في الموضعين. وقرأ عمرو بن قائد: {إياك} بكسر الهمزة وتخفيف الياء، وذلك أنه كره تضعيف الياء لثقلها وكون الكسرة قبلها. وهذه قراءة مرغوب عنها، فإن المعنى يصير: شمسك نعبد أو ضوءك، وإياة الشمس بكسر الهمزة: ضوءها، وقد تفتح. وقال:
سقته إياة الشمس إلا لثاته ** أسفّ فلم تكدم عليه بإثمد

فإن أسقطت الهاء مددت. ويقال: الاياة للشمس كالهالة للقمر، وهي الدارة حولها. وقرأ الفضل الرقاشي: {إِيَّاكَ} بفتح الهمزة وهي لغة مشهورة. وقرأ أبو السوار الغنوي: {هياك} في الموضعين، وهي لغة، قال:
فهياك والامر الذي إن توسعت ** موارده ضاقت عليك مصادره

السادسة والعشرون: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} عطف جملة على جملة. وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش: {نَسْتَعِينُ} بكسر النون، وهي لغة تميم وأسد وقيس وربيعة، ليدل على أنه من استعان، فكسرت النون كما تكسر ألف الوصل. وأصل {نَسْتَعِينُ} نستعون، قلبت حركة الواو إلى العين فصارت ياء، والمصدر استعانة، والأصل استعوان، قلبت حركة الواو إلى العين فانقلبت ألفا ولا يلتقي ساكنان فحذفت الألف الثانية لأنها زائدة، وقيل الأولى لان الثانية للمعنى، ولزمت الهاء عوضا.